تعريف الطاقة الشمسية واستخداماتها وتطبيقاتها

تعريف الطاقة الشمسية واستخداماتها وتطبيقاتها
 تعريف الطاقة الشمسية واستخداماتها وتطبيقاتها

ما هي الطاقة الشمسية؟

الطاقة الشمسية هي أشعة الضوء والحرارة الصادرة من الشمس واستغلها الإنسان واستفاد منها منذ العصور القديمة باستخدام تقنيات متطورة باستمرار. يتضمن مفهوم الطاقة الشمسية جميع التقنيات التي تستغل حرارة الشمس أو ضوءها، سواء للتسخين المباشر أو لتحويلها إلى حركة ميكانيكية أو طاقة كهربائية. وبالمعنى الواسع، تعتبر الطاقة الشمسية المصدر الرئيس لغالبية مصادر الطاقة المتجددة على الأرض، إذ تصل كمية هائلة من الطاقة الشمسية إلى سطح الأرض بشكل مستمر. فعلى سبيل المثال، يقدّر أن الشمس ترسل خلال ساعة واحدة طاقة أكبر من إجمالي استهلاك البشرية خلال عام كامل. يمكن الحصول على الطاقة الكهربية من الشمس باستخدام محولات ضوئية (لوحات شمسية) أو محركات حرارية، وبعد تحويلها تصبح أدوات الإنسان هي التي تحدد كيف يُستخدمُها.

ما هي الشمس؟ وما هو مصدر ضوء الشمس؟

الشمس هي نجم متوسط الحجم (من نوع القزم الأصفر) يبلغ عمره حوالي 4.6 مليار سنة. ينشأ ضوئها وحرارتها نتيجة عمليات اندماج نووي في لبّها تحول ذرات الهيدروجين إلى هيليوم، وينتج عن ذلك إطلاق طاقة هائلة يصل جزء منها إلى الأرض. تتراوح كثافة الإشعاع الشمسي عند معدل سطوع متوسط بنحو 1361 واط/م² فوق الغلاف الجوي، وتنتشر هذه الطاقة بين أشعتها المرئية والأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية. مع مرور الزمن، تُستغل متزايدات في هذا الإشعاع باستخدام الأبحاث والتقنيات الحديثة لتوليد الطاقة دون التسبب بتلوث بيئي. ويرجع الفضل إلى الشمس في معظم أشكال الطاقة المتجددة، بما في ذلك الرياح والطاقة المائية والكتلة الحيوية التي تعتمد أساساً على دورة التبخر الضوئي للماء عبر الطاقة الشمسية

آلية تحويل ضوء الشمس إلى طاقة كهربائية أو حرارية

آلية تحويل ضوء الشمس إلى طاقة كهربائية أو حرارية

تعتمد الخلايا الكهروضوئية على تحويل ضوء الشمس مباشرة إلى كهرباء. فالخلية الفولتوضوئية عبارة عن جهاز شبه موصل غير متحرك يحول ضوء الشمس إلى كهرباء. عند سقوط الفوتونات على سطح الخلية، قد تنعكس أو تمر أو تُمتص داخل مادة السيليكون؛ والأشعة الممتصة تكسب الإلكترونات طاقة تسمح بتحريرها من ذرات المادة. ثم تنتقل الإلكترونات الحرة عبر وصلات كهربائية في الخلية مولدةً فرق جهد كهربائي، بحيث يمكن ربط الخلايا في سلسلات لإنتاج تيار كهربائي مستمر يوظف لتغذية الأحمال الكهربائية. تكمن بساطة هذه التقنية في عدم احتياجها لأجزاء متحركة أو وقود خارجي، فتعمل مباشرةً خلال ضوء الشمس.

في المقابل، تعتمد أنظمة الطاقة الشمسية الحرارية على تركيز حرارة الشمس لتسخين وسيط، الذي يُستخدم بدوره لإنتاج طاقة. في الأنظمة المركزة (Concentrated Solar Power)، تُوَجَّه آلاف المرايا المسطحة لتتتبع الشمس وتركز ضوءها نحو مستقبل حراري في قمة برج مرتفع. يُسخَّن سائل ناقل للحرارة (مثل الماء أو ملح منصهر) في هذا المستقبل، ثم يتم تبديد الحرارة في عملية تقليدية لتوليد البخار وتشغيل تور بينات كهربائية. أما في أنظمة التسخين المباشر فالأمثلة تشمل سخانات المياه الشمسية وغيرها من المجمعات المسطحة التي تمتص حرارة الشمس مباشرةً. على سبيل المثال، تتألف لوحة شمسية حرارية مسطحة من لوح معدني داكن لامتصاص الحرارة، وغطاء شفاف يقلل الفقد الحراري، وعزل في الخلف يمر سائل ناقل للحرارة (أو الماء مباشرةً) في أنابيب ملحقة باللوح، فيمتص الحرارة وينقلها إلى خزان ماء ساخن للاستخدام المنزلي أو الصناعي. وبذلك توفر هذه الأنظمة المياه الساخنة والتدفئة دون تحويلها إلى كهرباء.

تقنيات الطاقة الشمسية: الكهروضوئية والحرارية

تقنيات الطاقة الشمسية: الكهروضوئية والحرارية

تقسم تقنيات الطاقة الشمسية عمومًا إلى نوعين رئيسيين: التقنيات الكهروضوئية (Photovoltaic) والتقنيات الحرارية الشمسية. تندرج تحت التقنيات الكهروضوئية الخلايا الشمسية والألواح الضوئية التي تحول الضوء إلى كهرباء مباشرةً بدون وسيط حراري. أما التقنيات الحرارية فتشمل أنظمة التجميع الحراري (مثل مجمعات أنابيب الحرارة أو الأبراج الشمسية) التي تحول ضوء الشمس إلى حرارة، بالإضافة إلى التصميمات الهندسية المعمارية السلبية التي توجه المباني واستغلالها لضوء الشمس في التسخين والتبريد. وبشكل عام، تُعَدّ التقنيات الإيجابية (PV والمجمعات الحرارية) الأكثر شيوعًا، في حين تستخدم التقنيات السلبية في التدفئة الشمسية المباشرة والإضاءة الطبيعية دون تحويل ميكانيكي.

استخدامات الطاقة الشمسية

تتعدد استخدامات الطاقة الشمسية في حياتنا اليومية والصناعة. على المستوى المنزلي والمكتبي، تُستغل الطاقة الشمسية في التدفئة والتبريد والإضاءة والإلكترونيات. فعلى سبيل المثال، يمكن للمنازل استخدام الألواح الشمسية (تغطي السطوح أو حدائق المنازل) لإنتاج الكهرباء لتشغيل الأجهزة والإضاءة، كما تستخدم سخانات المياه الشمسية لتسخين المياه المنزلية دون استهلاك غاز أو كهرباء إضافية. وتوجد تطبيقات شائعة مثل الشواحن الشمسية للهواتف المحمولة والأضواء الخارجية والمسابح التي تسخّن بالماء الشمسي. في القطاع الصناعي، تعتمد المنشآت الكبيرة والشركات على مشاريع ضخمة للطاقة الشمسية لتنويع مصادر الطاقة وخفض التكلفة. فقد استخدمت المحطات الشمسية الكهروضوئية والمركزة على نطاق واسع لتوليد الكهرباء بكميات كبيرة وتغذية المدن والقرى. كما صُمِّمت أنظمة طاقة شمسية لتزويد مجالات خاصة بالطاقة، مثل تشغيل مضخات المياه في الزراعة وإنتاج الكهرباء للمصانع الصغيرة.

مزايا وفوائد الطاقة الشمسية

مزايا وفوائد الطاقة الشمسية

تتمتع الطاقة الشمسية بالعديد من المزايا المهمة. فهي متجددة ووفيرة بشكل هائل، إذ تُعد الشمس المصدر الأكثر وفرة للطاقة في الطبيعة، وتنتشر أشعتها في جميع أنحاء العالم. وبسبب هذا الوفرة فإن الطاقة الشمسية تُعتبر رخيصة الثمن مقارنة بمصادر الطاقة الجديدة الأخرى، بحسب تقديرات دولية. كما أنّ تشغيل الأنظمة الشمسية لا يُنتج أي انبعاثات كربونية أو تلوث هوائي مباشر، مما يجعلها صديقة للبيئة. علاوةً على ذلك، تتسم الألواح الشمسية بعمر افتراضي طويل (عادة أكثر من 25–30 سنة) وكفاءة مستقرة نسبيًّا مع صيانة قليلة، مما يقلل التكلفة التشغيلية على المدى الطويل. وتساعد الطاقة الشمسية على تحقيق الاستقلال الطاقي والأمن الاقتصادي للدول، عبر توفير الكهرباء محليًا وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري والمواد المستوردة. أخيرًا، فإن الطفرات التكنولوجية الحديثة جعلت تكلفة إنتاج الخلايا الشمسية والتنفيذ أقل بكثير مقارنةً بالأعوام الماضية، مما زاد من جدوى الاستثمار فيها.

التحديات والقيود الحالية

رغم مزاياها، تواجه الطاقة الشمسية تحديات عدة تعوق تبنيها الواسع. من أبرز هذه التحديات طبيعة الطاقة الشمسية المتقطعة؛ فهي تعتمد على وجود الشمس، فلا تنتج كهرباء في الليل أو في الأيام الغائمة، ما يفرض الحاجة إلى أنظمة تخزين للطاقة أو مصادر طاقة احتياطية للحفاظ على الاستقرار الكهربائي. كما يتطلب بناء محطات الطاقة الشمسية مساحات واسعة نسبياً مقارنة بالكهرباء التقليدية، وقد تواجه قيوداً حاضرة بسبب تنافس استخدام الأراضي للتطوير العمراني أو الزراعي. من الناحية التقنية، لا تزال كفاءة التحويل الكهروضوئية محدودة (غالبًا بين 17–20% للأنظمة التجارية الحالية)، ما يعني أن جزءًا كبيرًا من الإشعاع الشمسي يُفقد (يُعكس أو يتحول إلى حرارة) دون تحويله إلى كهرباء. بالإضافة إلى ذلك، فإن التكلفة الأولية لتركيب الألواح والمعدات المتطورة ما زالت مرتفعة إلى حد ما، خاصة في البلدان ذات الموارد المالية المحدودة. هناك أيضا تحديات لوجستية وتنظيمية؛ مثل ضرورة تحديث شبكات الكهرباء لتستوعب الطاقة المتجددة، ونقص العمالة المتخصصة وتأخر سلاسل التوريد العالمية للمعدات الكهروضوئية. كل هذه العوامل تعني أن الانتقال الكامل إلى الطاقة الشمسية يتطلب تنسيقاً تقنياً وتمويلياً واسع النطاق.

أبرز التطبيقات والمشاريع في العالم العربي والعالم

في السنوات الأخيرة ظهرت العديد من المشاريع العملاقة للطاقة الشمسية التي تمثل تطبيقات رائدة. في المنطقة العربية، يُعد مشروع حديقة محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في الإمارات مثالاً بارزاً، حيث ستصل السعة الكاملة للحديقة إلى نحو 5 غيغاواط بحلول عام 2030. وفي مصر، تُعتبر محطة بنبان للطاقة الشمسية (أسوان) بسعة تقارب 1.8 غيغاواط من أكبر المشاريع في إفريقيا. كما أن مجمع نور ورزازات في المغرب (Noor Ouarzazate) هو مجمع للطاقة الشمسية المركزة بقدرة 580 ميغاواط، ويُعدّ الأكبر من نوعه في العالم. وعلى الصعيد العالمي، تضم أكبر المحطات الشمسية مزارع شمسية عملاقة في الهند والصين؛ ففي الهند، حديقة بهدلا للطاقة الشمسية تبلغ نحو 2.2 غيغاواط، بينما في الصين شيدت مشاريع بحجم عدة غيغاواط (أكبرها Gonghe Talatan بسعة 15.6 غيغاواط). وتستمر المشاريع الشمسية الضخمة بالتوسع حول العالم، ما يعزز دور الطاقة الشمسية كمصدر رئيسٍ للطاقة النظيفة والمستدامة في المستقبل.

المصادر: تم إعداد هذا المقال بالاعتماد على أحدث المعلومات المتوفرة حول تقنيات واستخدامات الطاقة الشمسية.

ar.wikipedia / rgwww2.nrel / govenergy / goveia / govpvcase / comsolarinsure.com

تعليقات